في الهوية المؤسسية ( إستراتيجية العلامة ) نحدد الأطر العامة للصورة الذهنية التي نريد أن نصنعها من خلال مجموعة من المحاور مثل الشخصية، الرسالة والوعد، العميل المثالي، القيم الرئيسية … الخ. أما الهوية البصرية في أصلها ما هي إلا إنعكاس للهوية المؤسسية ( إستراتيجية العلامة ) وعند تصميمها نعود بشكل كامل لمحاور الهوية المؤسسية لنستقي منها الأفكار الأساسية للتصميم بحيث نعكس تلك الصورة الذهنية بشكل متسق ونترجم تلك القيم والرسائل والشخصية بشكل بصري.
الشعار هو رأس الهرم بالنسبة للهوية البصرية و يعمل كمحفز ( Trigger ) بحيث عند رؤيته يتم إسترجاع كامل المشاعر والتجارب عن البراند.
عند بناء الهوية البصرية أفضل المراجع لإستقاء أفكار الشعار هي من خلال الرجوع لمحاور الهوية المؤسسية كالشخصية، القيم الرئيسية و الإسم التجاري. فشعار شركة Apple مثلاً مستلهم من الإسم التجاري للشركة بشكل مباشر. في المقابل شعار شركة Airbnb يعكس قيمة الإنتماء ( Belonging ) كما يقول مؤسس الشركة براين تشيسكي وهي واحدة من القيم الرئيسية لعلامة Airbnb . وعند بناء الشعار كذلك من المهم بالنسبة لنا أن نعود لدراسة الفئة المستهدفة للبراند ( وهي واحدة من محاور الهوية المؤسسية ) حتى نتأكد من أن لا يكون الشعار الناتج متعارض مع ثقافة تلك الفئة أو أفكارها الإجتماعية أو الدينية.
عنصر أخر من عناصر الهوية البصرية يتم إستلهامه أيضاً من عناصر الهوية المؤسسية. في العادة يتم إختيار عائلة أو عائلتين من الخطوط بعدة أوزان ليتم من خلالها إيصال الصورة الذهنية للبراند. التركيز في العادة على محاور الشخصية، والقيم الرئيسية للبراند لأخذ قرار إختيار الخط. فمثلا قرار إختيار خط سويسرا للماركتر جاء لأن الخط يمتلك الكثير من القوّة والجرأة، فزواياه وحدّة تصميمه تعكس الكثير من قيم الماركتر الأساسية كالجرأه والعمق والحده (Sharpnes).
في الأغلب قرار إختيار الألوان يتم من خلال العودة لشخصية البراند وقيمها الرئيسية لنتأكد من الألوان المختارة تعزز تلك الصورة الذهنية وتعكس تلك الشخصية والقيم الرئيسية. فعلى سبيل المثال إختيار اللون الفوشي للماركتر جاء لتعزيز قيمتي الجرأة والتفرد. وكما في الشعار العودة لتفاصيل الفئة المستهدفة للبراند يمكننا من التأكد من إختيار ألوان تتناسب مع ثقافة تلك الفئة ولا تتعارض مع تصوارتها عن تلك الألوان. فاللون الأسود مرتبط مثلا عند ثقافات معينة بالموت والشر، وفي ثقافات أخرى بالعكس اللون الأبيض هو ما يعبر عن الموت.
كما تلاحظ في كل محور من محاور الهوية البصرية نعتمد بشكل أساسي على عناصر الهوية المؤسسية ( إستراتيجية العلامة ) وهذا يمتد للعناصر الأخرى للهوية البصرية كالأشكال، الصور، الأنماط … الخ. والهدف كله من هذا هو الإبقاء وتعزيز الصورة الذهنية للبراند بشكل متسق ودائم من خلال ترجمة الهوية المؤسسية ( إستراتيجية العلامة ) إلى العناصر البصرية في الهوية.